في عالم اليوم الذي يشهد تطوراتٍ متسارعة، تُكتَب القصص الإخبارية وتُنشر بين عشيةٍ وضحاها. كما يُطرَح العديد منها على أقسام التحرير من قبل المراسلين والمتخصصين في العلاقات العامة، آملين أن تحصُلَ قصَّتهم على إعجاب قسم التحرير لتنال نصيبها من المساحة، سواء كان ذلك في وسائل الإعلام المطبوعة أو المرئية أو المسموعة، أو حتى المنصات الإلكترونية. ولكن اختيار ونشر جميع القصص أمرٌ مستحيل، وقد يعود سبب ذلك في بعض الأحيان ذلك إلى ضيق ومحدودية المساحة، وفي أغلبها إلى أنَّ القصة تفتقر إلى العامل الأبرز، وهو: الأهمية والجدارة بالنشر.
ينظر المحررون الصحفيون إلى العديد من العناصر أثناء تحديد مدى الأهمية والقيمة الإخبارية للقصة، وعليه يتم تحديد فيما إذا كان سيتم نشرها أم لا. ويُعدّ التوقيت واحداً من العناصر الأساسية، ويُقصد به احتواء القصة على معلومات جديدة وآنية. ويأتي عنصر التأثير أو النتيجة من ضمن العوامل التي تقرر مدى جاذبية القصة، لذا يجب على الكاتب أن يسأل نفسه دائماً: "هل هذه القصة مهمة للقُرّاء؟". ويساعد عنصر القُرب في تقييم أهمية القصة، ويُقصد بهذا العنصر أن تعالج القصة الإخبارية قضايا وشؤون ذات اهتمام في المجتمع المحلي. ويرفع عنصر الصراع والجدلية من أهمية القصة للجمهور، وكذلك تفرُّد القصة وحداثتها (أي أن تكون غير اعتيادية). كما تتضمن العناصر المصلحة الإنسانية، أي تجارب أناس حقيقيين، والشهرة التي تركز في الغالب على المشاهير.
تُقيّم أهمية القصة عند احتوائها على عنصرين أو ثلاثة على الأقل من هذه العناصر. وبالنسبة لخبراء الاتصال، فمن الضروري أن تكون القصص التي ينقلونها ذات قيمة إخبارية وتتوافق مع المعايير المعترف بها من قبل الصحفيين والمحررين. ويستطيع أصحاب المهارات والكفاءة العالية معرفة ما إذا كانت المقالة تتمتع بالمعايير المطلوبة أم لا. وللتحقق من استيفاء القصص الإخبارية للعناصر الأساسية، بدأت المؤسسات بعقد شراكات مع خبراء الاتصال كجزء من إستراتيجيتها الإعلامية. ويرمي هذا التعاون إلى زيادة الظهور في القنوات الإعلامية، وبالتالي بناء علاقات قوية وطويلة الأمد مع الجمهور.